Résumé:
يُعدّ الأمير عبدالقادر من أبرز رموز المقاومة الوطنية الجزائرية خلال الفترة الممتدة ما بين (1833 و1847)م، إذ نشأ في بيئة غنية بالعلم والمعرفة، ما ساعده على اكتساب ثقافة واسعة في مختلف العلوم. حفظ القرآن الكريم صغيرا، وتميّز بقدرات عقلية وبدنية جعلته معروفًا بالذكاء والحنكة والشجاعة.
وفي 04 فيفري 1833م بايعه سكانا لغربا لجزائري بمنطقة غريس لقيادة الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي، فاتخذ من مدينة معسكر مركزًا لحكمه. وقد شرع منذ ذلك الحين في بناء دولة منظمة تستند إلى أسس إسلامية، حيث أنشأ جهازًا إداريًا منظّمًا يضم وزراء مكلفين بمهام محددة، كما وضع نظامًا سياسياً متكاملًا وسعى إلى ترسيخ العدالة والسلطة داخل مؤسسات دولته، وأعطى اهتمامًا خاصًا لتوحيد الدولة تحت راية واحدة وعاصمة قوية. أما في المجال العسكري، فقد أنشأ جيشًا نظاميًا مدربًا وآخر غير نظامي، وحرص على تلبية حاجياته وتنظيمه بشكل فعّال، كما اعتمد في مواجهته للعدو الفرنسي على استراتيجيات عسكرية دفاعية محكمة أظهرت فاعليتها في عدة معارك، أبرزها معركة المقطع سنة 1835م التي كبّدت القوات الفرنسية خسائر جسيمة، ومعركة سيدي إبراهيم سنة 1845م، إضافة إلى مواجهات عديدة أثبتت مدى صلابتها. وقد وجدت فرنسا صعوبة كبيرة في القضاء على مشروع مقاومته خلال مدة قصيرة، على عكس ما حدث مع العديد من مقاومات أخرى.