Résumé:
تهدف هذه المذكرة إلى دراسة الفن العيساوي كموروث ثقافي حيّ في مدينة مستغانم، من خلال تحليل أبعاده التاريخية والدينية والاجتماعية، وكذا دوره في الحفاظ على الهوية الثقافية المحلية. يُعدّ الفن العيساوي من أبرز أشكال التعبير التراثي المرتبط بالتصوف، حيث يجمع بين الموسيقى، الإنشاد الديني، والطقوس الروحية. وقد شكلت مدينة مستغانم فضاءً خصبًا لاحتضان هذا الفن وتطويره بفضل انتشار الزوايا، لاسيما الزاوية العيساوية، التي ساهمت في توارث هذا النمط الفني عبر الأجيال.
تناولت المذكرة الخصوصيات البنيوية للفن العيساوي، وأشكال أدائه، ودلالاته الرمزية، مع إبراز مكانته في المناسبات الدينية والاجتماعية. كما تطرقت إلى الجهود المبذولة من قبل الفاعلين الثقافيين والجمعيات المحلية للحفاظ عليه، في ظل التحديات المعاصرة مثل العولمة وتراجع الممارسات التقليدية. وتخلص الدراسة إلى أن الفن العيساوي لا يزال يُمثل ركيزة أساسية في المشهد الثقافي لمستغانم، ويعكس تفاعلًا مستمرًا بين التراث والهوية والمجتمع.