صورة الآخر في الخطاب الرّوائي الإنجليزي المعاصر :رواية صيد السّلمون في اليمن لبول توردي أنموذجا

Abstract

تناولت هذه الأطروحة موضوع حضور عنصر الآخر في الخطاب الرّوائي الإنجليزي المعاصر، وذلك من خلال دراسة صورولوجيةلرواية صيد السّلمون في اليمن للكاتب بـــــول توردي، والتي قام الدّكتور اليمني عبد الوهاب المقالح بترجتمها إلى اللّغة العربية ترجمة ناجحة، نقلت وجهة نظر كاتبها اتّجاه هذاالشّرق العربي المسلم، والممثّل باليمن وعناصره الثّقافية ومكوّناته الحضارية.وتكمن أهمّية هذه الأطروحة في كونها حاولت تبيان ما جسّدته الروايةمن خلال خطابها السّياسي والإبداعي شبكة علاقات القوّة القائمة بين مراكز القوى الفاعلة في المجتمع الغربي (البريطاني تحديدا)، وبعض مراكز القوى الفاعلة في المجتمع العربي الإسلامي الشّرق الأوسطي (الشّيخ اليمني). وللوصول إلى هذه الغاية؛تم الاعتماد على المنهج التاريخي والوصفي كأدوات نقدية تتماشىمع حقل الدّراسات الصّورائية، دون نسيان الالتفات الدّائم إلىمنهج هنري باجو في تحليل الصورة، ونقصد بذلك الانفتاح على المنهج السيميائي وكذا آليات النّقد الثّقافي حسب المقتضيات التي تفرضها جوانب الموضوع. لقد عالج بول توردي مواضيعه المختلفة في هذه الرواية على شكل ثنائيات ضدّية أبرزها العلم/الإيمان، الدّيني/الدّنيوي، الغربي/ الشّرقي، الحقيقة/الخرافة، الإيمان/الأمل، القوي/الضّعيف، المستغِل/المستغَل وغيرها، حيث مثّلت أحد هذه الثّنائيات كيانالغرب، وما يقابلها يجسّد كيانالشّرق، وبطريقة منصفة إلى حدّ بعيد، سلّط الرّوائيّ الضوء على سياسة بلاده المنتهجة في تبنّي مشاريع سخيفة فاشلة على أراضي المشرق الإسلامي، بغية الاستفادة من خيراتها وأموالها من جهة، ومحاولة إلهاء الرّأي العامّ في القضايا المصيرية التي تخصّ البلاد من جهة أخرى،وبالتالي وصل بول توردي إلى غايته في فضح ساسة بلاده الذين يحشرون أنفسهم في مشاريع مع دول أخرى دوما ما تكون عاقبتها وخيمة، ومن ذلك التدخّل العسكري لبريطانيا في حرب العراق مع أمريكا.