Résumé:
العقوبات الدولية وفي مقدمتها العقوبات الاقتصادية لم تكن وليدة الصدفة بل هي قديمة قدم الحضارات
التي مارستـــها، والتي استخدمت على نطاق واسع عبر التاريخ: روما وبرلين وانجلترا .... والأمثلة
العديدة الأخرى التي يمكن أن ت ص ف لنا كيف كان من الشائع تنفيذ الحصار والإغلاق لإجبار الخصم
للاذععا لمطالب الطرف القوي (المرسل) الذي كا يسعى دائما لإخضاع الخصم لإرادته بإضعاف
قدراته وقطع علاقاته الخارجية والقضاء على تجارته وحرمانه من ضروريات الحياة، بل أكثر من
ذعلك شل فعاليته العسكرية والاقتصادية وكل هذا بهدف تحقيق الانتصار الساحق الذي لم يكن يتحقق
دائما بالقوة العسكرية وحدها، فغالبا ما اعتبرت العقوبات الاقتصادية على مر العصور أسلوبا يضمن
تكلفة اقل مقارنة بالحرب بالنسبة للذي يصدرها وباهظة الثمن بالنسبة لمن تصدر في حقه وتطبق
عليه، هذا الثمن الباهظ الذي كا يرتبط بمنطق العقوبات الذي ظل يقوم على فكرة تجويع العدو
لتركيعه أو القضاء عليه، لتشكيل قاعدة لسياسة خارجية مشروعة ومؤسسة أخلاقيا على مبررات عدة
حافظت على استمرارها لأكثر من ألفي عام.
هذا المنطق استمر حتى مع اتسام العقوبات الاقتصادية بالطبيعة القانونية مع ظهور المنظمات
الدولية وتحول العقوبات الاقتصادية من قاعدة عرفية إلي قاعدة قانونية مكتوبة في عهد عصبة الأمم
بداية ثم ميثاق الأمم المتحدة لاحقا، إلا أ هذا المنطق اصطدم مع منطق الإنسا وحقه في الحياة
والصحة والتعليم... وعدة حقوق أخرى والذي تعزز بمجوعة من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية
والآليات التي تهتم بمراقبة وتعزيز حقوق الإنسا ، وفــــي مقدمتها العهدين الدوليين لحقوق الإنسا
سئة 1966م والمصادق عليهما في1976م، والتي لم تلغ منطق العقوبات الاقتصادية السرية
اللانسانية، لتطرح فكرة المواءمة بين المنطق القسري والمنطق الإنساني بعدما تم اللجوء المفرط من
قبل الأمم المتحدة لهذه الآلية في فترة التسعينيات من القر الماضي والمسمى بــــــــ "عقد العقوبات"،
حيث تم تسجيل ورصد مجموعة من حلقات العقوبات الاقتصادية اللانسانية إلي درجـــــــة أن البعض
وصفها بالإبادة الجماعية المخطط لها، كما حدث مع العراق، ليبيا، يوغوسلافيا السابقة