Résumé:
بنهاية الحرب الباردة شهد المجتمع الدولي تحول في المنظومة المفاهيمية التي وجّهت و لفترة
طويلة مسار العلاقات الدولية وميزت مختلف مجالات الدارسة فيها من هذه المفاهيم القوة
والسيادة ،الخطر والأمن، و غيرها من المصطلحات التي استجدت في إطار محاولات عدة
لصياغة أو وضع أسس نظرية وعلمية جديدة قادرة على فهم وتفسير ثم تبرير كل تلك التحولات،
سيما المتعلقة بمفهوم الأمن الذي شكل ومنذ الأزل العنصر الأهم في الحياة البشرية ، ولقد اتخذت
الدارسات الأمنية جزءا كبيرا من البحوث العلمية التي اختلفت في تحليلها وتفسيا رتها وفقا لآراء
ونظرة المفكرين والباحثين عبر الزمان والمكان، فلكل زمان خصوصياته ولكل مكان حدوده
وميزاته .لهذا السبب تمايزت الأفكار والنظريات في تناول مفهوم الأمن بالد ا رسة، بدءا بالجانب
الفلسفي من التفكير مع التصور المثالي مرو ا ر بالطرح العقلاني للمدرسة الواقعية وروادها التقليديين
والجدد، و وصولا إلى الاتجاهات الجديدة التي ميزت فترة ما بعد الحرب الباردة، وذلك من خلال
حركية التفاعل النظري بين العديد من المدارس وفي كل المجالات