Résumé:
إن الفساد بصفة عامة هو ظاهرة إقتصادية إجتماعية قديمة قدم الوجود البشري
وعلى مر الأزمنة ، وقد كانت العامل الأساسي في إنهيار و سقوط أغلب الحضارات
والإمبراطوريات و محرك للثورات و الإنتفاضات قديمًا و حديثًا ، وتفاقمت حدته في
السنوات الأخيرة بسبب التحولات التي طرأت على العالم و الأنظمة الداخلية حيث أصبح
من أبرز إهتمامات النظام العالمي الجديد ، وهنا يمكن الإشارة إلى الثورات التي يعرفها
العالم العربي أو ما يسمى بالربيع العربي التي ترفع من عبارة '' مكافحة الفساد" شعارًا
لها.و لقد شهدت ظاهرة الفساد تناميًا سرطانيًا) )1 حتى أصبح سلوكًا متسمًا بطابع
شمولية النطاق إذ لا يعترف بالحدود الزمنية و لا بالحدود المكانية حيث أن وجودها لا
يقتصر على مجتمع ما أو دولة من دون أخرى ، و يحيط بالنظم السياسية كافة ديمقراطية
كانت أو ديكتاتورية و بالنظم الإقتصادية على تنوعها رأسمالية أو موجهة أو مخططة ،
كما أنه تفشى في الدول المتقدمة و الدول النامية على حد سواء و إن كان إستشراؤه في
هذه الأخيرة أكثر و تأثيره أخطر عالجت المذكرة موضوع الآليات الدولية و الإقليمية لمكافحة الفساد الإقتصادي و مدى نجاعة
وفعالية هذه الآليات في التقليل أو الحد من ظاهرة الفساد الإقتصادي