Abstract:
يشهد الاقتصاد العالمي عامة والأسواق المالية خاصة اضطرابات حادة لم يشهد مثلها منذ أزمة الكساد الكبير لسنة 1929.
إذ لم نشهد من قبل الاضطرابات الحادة في البورصات وأسواق النقد و أسواق الطاقة والمعادن النفيسة، حيث انهارت بورصة "وول ستريت" في نيويورك نتيجة تسجيلها خسائر قياسية، إلى جانب البورصات الأوربية وبورصات الأسواق الناشئة، ولم تقتصر تلك الاضطرابات على أسواق المال والنقد والطاقة والبورصات فقط، بل انتقلت إلى المؤسسات المالية مثل البنوك وشركات التأمين.
وقد ترتب على تلك الاضطرابات الحادة التي عمّت مختلف الأسواق حالة من فقدان الثقة في هذه الأخيرة، وأصبح عامل "فقدان الثقة " العامل المشترك بين المستثمرين في مختلف دول العالم و إن اختلفت حدّته من دولة إلى أخرى.
وهكذا انتقلت الأزمة من دولة إلى أخرى لتشمل العالم بأكمله، ولما كانت الدول العربية جزء من هذا العالم وتربطها علاقات اقتصادية شتى بأمريكا والدول الأوربية، فقد تأثرت بشكل مباشر بهذه الأزمة نتيجة انخفاض الصادرات العربية، الأمر الذي سوف ينعكس دون شك على معدلات النمو الاقتصادي لهذه الدول العربية.
وفي ظل هذه الأزمة تأثر النظام النقدي العالمي، وبدأت تتغير معالمه، الأمر الذي ينبأ بظهور نظام جديد قادر على إعادة التوازن إلى النظام العالمي وبعيداً عن الهيمنة المنفردة .