Résumé:
تعتبر عملية الانتقاء واختيار وتوجيه الناشئين للأنشطة الرياضية من أهم المشكلات التي تواجه المدرسين والمدربين والإداريين ، سواء نحو الأنشطة اللاصفية أو نحو الأندية والفرق الرياضية .
ويعد الانتقاء في المجال الرياضي مشكلة متعددة الأوجه من ناحية التخطيط ومن النواحي الفنية والاقتصادية والتربوية حيث يستهدف الاستفادة من الفروق الفردية وتحديد المواصفات النموذجية التي يجب توفرها في الناشئ حتى يتمكن من تحقيق النتائج الجيدة والوصول إلى المستويات العليا .
وقد ظل الانتقاء لسنوات طويلة وحتى الآن في دول كثيرة يعتمد على الخبرة الشخصية للمدرب دون الاستناد إلى مقاييس أو معايير أو محددات موضوعية ، ثم اتجهت الجهود إلى بحث الأسس العلمية وإيجاد الأساليب العلمية التي يجب أن تتم على أساسها عملية الانتقاء ( محمود عبد العظيم عبد السلام ، 2005).
تعتبر كرة السلة حاليا الرياضة الثانية من حيث الشعبية بعد كرة القدم ممارسة ومشاهدة وهذا نظرا لما تتميز به من مهارات فنية رائعة ولما ينتاب ممارسيها من حماس وإبداع سواء خلال التدريب أو المنافسات . وهي رياضة جماعية ذات إيقاع سريع طوال زمن المباراة . وقد تطورت هذه الرياضة في الآونة الأخيرة تطورا واضحا في النواحي البدنية والفنية والخططية والقانونية .
ويشير احمد علي علي حسين خليفة نقلا عن مصطفى زيدان " إن كرة السلة لما تتضمنه من مهارات حركية متنوعة تتطلب من ممارسيها امتلاك عدد من القدرات الحركية والبدنية والعقلية والنفسية مضافة إلى مهارات وفنون اللعب الفردية والجماعية . لذلك فإن عملية اختيار وتعليم وتدريب ناشئ كرة السلة تمر بعدة مراحل بدءا من إتاحة فرص الاختيار ، وتحقيق الدافع والرغبة في ممارسة اللعبة ، وانتقالا إلى مرحلة إجراء القياسات والاختبارات البدنية والمهارية للتعرف على أصلح العناصر من بين الناشئين ، ثم مرحلة تعليم وتدريب الناشئين المختارين باستخدام البرامج وطرق التدريب المناسبة (خليفة، 1998) .
تلعب المدرسة دورا مهما في تكوين الناشئين وتوعيتهم بأهمية مزاولة الأنشطة الرياضية على وجهها الصحيح إضافة إلى التوعية بمنافعها البدنية والصحية ، لذلك يعد الاهتمام والعناية اللازمة بها من قبل أساتذة التربية البدنية والرياضية شرط أساسي نظرا لدورهم الفعال في صقل الطاقات وانتقاء المتفوقين .
ومن المعلوم أن الرياضة المدرسية هي المحرك الأساسي لمعرفة مدى التقدم في الميدان الرياضي ، وهي القاعدة الأولية للحركة الرياضية وهي نواة المستقبل وخزان النخبة الوطنية في جميع أنواع الأنشطة الرياضية ، الذي تستمد منه النوادي والفرق المحلية بالدرجة الأولى الطاقات التي لا محالة ستعود بالخير ليس على المؤسسة فحسب بل على المدينة برمتها ومنه النخبة الوطنية .
وبالنظر لواقعنا التعليمي نجد بان الأنشطة المدرسية ارض خصبة لرعاية واكتشاف الموهوبين إذا ما أحسنا استغلال وسلطنا الضوء عليها ، فقليل من الاهتمام بالأنشطة المدرسية سوف يوفر على الدولة الكثير من الوقت والجهد والمال في رعاية المتفوقين وكذلك في عملية التشخيص قبل التدريب الفعلي .
وقد توصلت العديد من الدراسات والبحوث إلى محددات تم على أساسها انتقاء الناشئين في مختلف فعاليات الرياضات الفردية والجماعية منها دراسة (احمد علي علي حسين خليفة ، 1998 ) ودراسة ( محمود عبد العظيم عبد السلام فتح الله ،2005 ) ودراسة ( لطيفة محمد محمد شقلابو ، 2007 ). ويرى الطالب الباحث أنه من الواجب إتباع الأساليب العلمية لانتقاء ناشئ كرة السلة طبقا للقدرات العامة والخاصة ، إذ يعتبر انتقاء الناشئ المناسب لممارسة كرة السلة الخطوة الأولى لعملية النجاح وتحقيق الفوز . ولذا لابد من توفر مجموعة من المواصفات في ناشئ كرة السلة حتى يتمكن من تحقيق النتائج بما فيها من جوانب جسمية وبدنية ومهارية كخطوة أولى وبقية الجوانب في عمليات الانتقاء المتأخرة نحو فرق النخبة الوطنية .
وهذا مما دعا الطالب الباحث إلى إجراء هذا البحث على تلاميذ التعليم المتوسط ( 14-15 ) سنة لإيجاد الحلول المقترحة من وجهة نظر الطالب الباحث لأهم المتغيرات الجسمية والبدنية والمهارية في كرة السلة التي يجب أن تتوفر كخطوة أولى أي كمؤشر لاختيار ناشئ – التلاميذ المتفوقين – كرة السلة لفرق الرياضة المدرسية ، وكذا الاستفادة من هذه المستويات والمعايير في تقييم مستوى أداء التلاميذ بأعمار ( 14 – 15) سنة ذكور . ومنه تم طرح التساؤلين التاليين :
- كيف تتم آلية انتقاء التلاميذ المتفوقين في الأنشطة الرياضية المدرسية ؟
- هل تحديد مستويات معيارية للمحددات (الجسمية والبدنية والمهارية ) يساعد على انتقاء التلاميذ المتفوقين ( 14-15 ) سنة ذكور في كرة السلة لفرق الرياضة المدرسية .