Résumé:
تشهد الجزائر منذ العقد الثاني من الألفية الثانية انفتاحا كبيرا على القطاع السمعي البصري الخاص، ما أفرز العديد من القنوات التلفزيونية الخاصة على اختلاف اتجاهاتها، و بالتالي تنشيط السوق الإشهارية في الجزائر، و هو ما جعل العديد من أصحاب المؤسسات التجارية في الجزائر يقبلون بشدة على هذه القنوات التلفزيونية الخاصة بالنظر إلى استقطابها في سنوات وجيزة للجماهير العريضة من داخل الوطن و خارجه، غير أن الحملات الإشهارية التي تروج لها هذه القنوات هي حاملة في معظمها لمجموعة من المشاهد و السلوكيات، يجسدها عدد من الممثلين لمجموعة من المنتجات في صورة فكاهية حاملة لدلالات مختلفة، توجه إلى المشاهد الجزائري دونما مراعاة للعوامل النفسية و الإجتماعية و خصوصيات هذا المجتمع.
إذن و مما هو ملاحظ بعيني المشاهد و الباحث، ارتأينا القيام بهذه الدراسة التحليلية، و التي اعتمدت على المقاربة السميولوجية في تحليل مجموعة من الإشهارات التي تعرضها قناة النهار، كأنموذج عن باقي القنوات الخاصة في الجزائر، و في ظل عصر الصورة و التطورات التي أحدثتها التكنولوجيات الحديثة في حقلي الإعلام و الإتصال، و الرسائل المشفرة التي يروج لها الخطاب الإشهاري في الوسائل السمعية البصرية الجزائرية، ارتأينا طرح الإشكال الآتي:
كيف تجسدت التمثلات الثقافية الجزائرية في إشهارات قناة النهار تي في ؟
إن بحث سبل تحليل الخطاب الإشهاري في الإعلام المرئي الجزائري يستدعي منا الكشف عن الشيفرات و الدلالات المراد إيصالها من خلال هذه الرسائل الإشهارية و كذا البحث في مدى تجسيد هذه الأفلام الاشهارية للثقافة الجزائرية الأصلية أو الترويج لثقافة أجنبية غربية.