Résumé:
لقد ورثت الجزائر بعد الاستقلال تركة ثقيلة، تمثّلت في انعدام الإطارات الجزائرية القادرة على إدارةالشؤون الإدارية في مختلف مجالات الحياة، ممّا أوقع المؤسسات الوطنية الصغيرة و المتوسطة في حالة خطرة جدّا، باءت بعجز مالي فادح، أدى إلى تناقص خطير في الموارد المالية، فبادرت الدولة الجزائرية بإطلاق إذاعات عمومية جهوية تحاكي مواطني هذه المناطق لتهتم بانشغالاتهم من جهة و تساهم في التنمية المحلية لهذه المدن من جهة أخرى، في محاولة منها لخلق علاقة إيجابيةبين الإدارة المركزية و الإدارة المحلية، و بذلك يمكن تزويد الجماعات المحلية كالبلديات بالخدمات والمرافق الاجتماعية الأولى و تحقيق البنى التحتية التي تستهدف تحسينالمستويات و الدّخل المتوسط للفلاّحين على وجه الخصوص و كذلك إصلاح حالة الديونالمتراكمة على البلديات .
إذن تعتبر إذاعة الجزائر من غليزان واحدة من بين المؤسسات العمومية التي تساهم في تقدم التنمية المحلية باعتبارها أهم جهاز إعلامي في الولاية، إعلام يتقصى المبدأ الجواري في الطرح أين تغطي هذه الإذاعة كل أخبار المنطقة، كونها تمثل صوت الشارع الغليزاني ببرامجها المتنوعة التي يسهر عليها طاقم فتي مكون من أربعين شخصا من موظفين و إداريين و مذيعين في مختلف التخصصات، تعمل هذه المؤسسة منذ انطلاقتها الأولى على التنويع في شبكاتها حسب كل موسم، محاولة بذلك تلبية كل الأذواق، و محققة وظيفتها الأساسية في الإعلام و الترفيه و التثقيف و التمويل الاقتصادي من خلال مداخيلها الاشهارية.
لكن هذا الدور البناء في التنمية المحلية و الذي يناط بالإدارة المركزية للمؤسسات الإقتصادية ليس هو الدور الوحيد الذي تلعبه، فهناك تأثيرات اقتصادية كبيرة متوقعة على بنية المجتمع، كالإعلام المحلي، الذي شرعت وسائله في التفاعل مع الثورة الرقمية وتتأثر بها على مختلف مكوناتها، فاسحة المجال لنتائج وتغيرات لا يمكن التنبؤ بها فيما يخص التنمية المحلية خاصة و التنمية الوطنية عامة.
إذن، و بناء على ما تم طرحه، نروم من خلال هذه الدراسة التساؤل عن:
ما مدى مساهمة وسائل الإعلام في التنمية المحلية؟ و ماالدورالذي تلعبه هذه الوسائط فيخلق الفرص؟