Résumé:
يعتبر الاتصال من العلوم القليلة التي تتكثف و تتقاطع فيها مجموعة من العلوم ، إذ يعتبر علما ملتقى للكثير من التخصصات العلمية ، فقد أثارت سيرورات الاتصال اهتمام الكثير من الباحثين و قد شكل هذا الحضور للتخصصات الأخرى داخل عمليات الاتصال و هو يؤسس لحقله المعرفي الخاص داخل فضاء العلوم الاجتماعية أحد المداخل الأساسية للتساؤل عن شرعيته العملية كعلم قائم بذاته ، و هو ما جعله يبحث عن نماذج تضفي عليه الطابع العلمي حيث تبنى رؤى علوم الطبيعة و قام بتكييفها مع خصوصيته الأكاديمية .
و إذا كان مفهوم الاتصال يطرح إشكاليات كثيرة على الباحث في تداخله مع عدة من المفاهيم القريبة ، فإن نظرية الاتصال كمحور بحثي ليست أقل إشكالية منه و أنتجت الكثير من التعارضات بين الباحثين في الحقل الاتصالي منها ما يتعلق بالوضع المعرفي و منها ما يتعلق بتعريفها أساسا ، فتاريخ نظريات الاتصال هو تاريخ تقاطعات بين المادي و اللامادي ،بين الدراسات الشاملة و المحدودة ، بين الفرد و المجتمع ، بين النسق الاجتماعي و الفاعل الاجتماعي ، شكلت مجمل هذه المعطيات فوارق في الرؤى كانت لازمة تاريخية لهذا العلم نشأت على إثرها مدارس و تيارات و اتجاهات مختلفة