Résumé:
يعد الخطاب الإعلامي أحد الخطابات المؤثرة والفعالة في عصرنا الحالي، حيث يحظى في هذا العصر باهتمام كبير، لما له من تأثير على جوانب الحياة المختلفة، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية...الخ، إن المتعمق في الخطاب الإعلامي يلاحظ بأنه قد استعار أنساقا كثيرة من العلوم الأخرى، ليصبح بذلك خطابا يجمع الصورة باللغة في رسالة إعلامية متعددة الأنساق (كلمات، حركات، صور) و متنوعة الدلالات المبثوثة في ثناياها، والمتخفية بين حدودها المضمرة، التي تعتبر في كثير من الأحيان أهم وأعمق وأخطر من المعاني الواضحة في السطور أو ما بينها أو حتى في تشابك خطوط الصور، وهي في أبسط تعريفاتها محتوى فكري معرفي يشمل عناصر المعلومات على اختلاف أشكالها، سواء كانت مطبوعة أو مسموعة أم مرئية.
تتعدد الإرساليات في الخطاب الإعلامي أو غيره من الخطابات التي تنتجها الثقافة الإنسانية مما يجعل فهم واستيعاب مختلف الدلالات المبثوثة في مجتمعنا المعاصر رهانا مهما تفرضه الممارسات الاجتماعية وحتى الإيديولوجية، حيث إن ممارستنا تعتمد على تشابك بين الكلمات والسياقات العملية، هذه السياقات بينها قدرٌ من التشابه وقدرٌ من الاختلاف.
إن البحث في ممارسات الخطاب الإعلامي لا يمكن أن يفهم في ضوء فكرة الرسالة الثابتة الساكنة التي يصدرها القائم بالاتصال في العملية الاتصالية أو الإعلامية، و إنما بتجاوز ذلك إلى الغوص في دلالاتها و خلفياتها الكامنة لاستيعابها و فك شيفراتها.
وفي ضوء هذا المعطى الفكري، يروم لنا طرح الإشكال الآتي:
ما هي البنيات التي يشتغل عليها الخطاب الإعلامي؟ و ما هي الأبعاد التبليغية و التطويعية التي يوفرها؟