Résumé:
إن المتتبع لواقع الاختبارات النفسية يجد أن استعمالها أصبح في كافة مجالات الحياة، إضافة إلى الحاجة الماسة للاختبارات النفسية في البيئة الجزائرية، إلا أن هذه الاختبارات التي أصبحت تستخدم في الجزائر فتحت مجالا واسعا من الشك في ملائمتها لخصوصية الفرد الجزائري وبيئته الثقافية، وأن عملية تكميم النتائج والتي نقصد بها التقنين والترجمة التي خضعت لها هي في الاصل غير كافية للحكم على مدى صلاحية استعمالها في ثقافة أخرى، ونظرا لاختلاف البنية الثقافية للبيئة الجزائرية عن باقي البنيات الثقافية الغربية، يجعل من استعمال الاختبارات المترجمة والمقننة فقط عامل مهم في انحياز هذه الأخيرة، لذا أصبحت عملية تكييف الاختبارات النفسية ذات المنشأ الغربي ضرورة لابد منها. ومنه توصلنا الى أن ترجمة الاختبارات وتقنينها وإعطاء تفاسير محتلفة، من خلال مجموعة من الارقام نحصل عليها عن طريق أسلوب أحصائي واحد أو إثنين غير كاف تماما لجعل الاختبارات الغربية صالحة في البيئة الجزائرية، فالترجمة هي أول مرحلة تعتمد في عملية التكييف، في حين التقنين هو اخر مرحلة من عملية التكييف، لكن عملية التكييف فهي قدرة الاختبار على تقدير تركيبة الاختبار ذاتها في لغة وثقافة أخرى، والتي تشمل الاختلافات اللغوية الثقافية، قواعد الدرجات، لغة التعليمات، ألفة الاختبار، تكافؤ البنود والبنية الاختبار، إدارة الاختبار، تكافؤ المنهج، صدق الاختبار المكيف، خصوصية المجموعة المستهدفة ومعايير الاختبار، وهذه العناصر وجب على الباحثين التأكد منها كافة من أجل الوصول الى نسخة من اختبار ما صالحة في البيئة الجزائرية..