Résumé:
لقد كان الإنسان هو مدار الأدب الصوفي عبر العصور، وهو محور اهتمام الصوفية في شتي مذاهبهم مدارسهم. والصوفية لما يقصدون الله بمناجاتهم وبكائهم وتبتلاتهم إنما يرمون من وراء ذلك إلى حكمة أبديّة خالدة هي بناء إنسان رساليّ، له رسالة مؤدّاة في الوجود تفرده عن بقية المخلوقات. فيَعلُوَ عن سفاسف المادة إلى قدسيّة الرّوح، ومن ثمّ يغدو خليفة الله في الكون يعبده عن حبّ، ويضحى فاعلا حضاريا، يجني بنو جنسه من حوله ثمرات هذا الحب. وهكذا كان الأدب الصوفي تصويرا لهذه الرسالة. والمداخلة تحاول التطرق، ولو باقتضاب، إلى حيثيات هذه الرّسالة وتجلياتها