Résumé:
ظهر الشعر عند العرب لأول مرة في القرن الرابع الميلادي في القبيلة وبلهجتها. وفي نهاية القرن الخامس الميلادي، استطاع فحول الشعراء الجاهليين أن يوحدوا لغة الشعر العربي. لقد ظل الشعر ينظم باللغة الفصحى إلى أن ظهرت الموشحات والأزجال الأندلسية التي لم تلتزم بالفصحى. فالوشّاح سمح لنفسه أن ينظم الخرجة بلهجة عامية أو عجمية، كما تسربت بعض العناصر اللهجية إلى الأجزاء الأخرى من الموشح، أما الزجّال فقد نظم زجله بلغة غير معربة، كما أباح إدخال عناصر فصيحة وأخرى عجمية في ثنايا شعره. غير أن التعدد اللغوي لم يحط من قيمة الموشحات والأزجال، كما أن العناصر العجمية التي وظّفها الشعراء الأندلسيون في موشحاتهم وأزجالهم لا تعني أبدا أن هذا اللون من الشعر المستحدث قد استمد خصائصه من أغنية عجمية، فالموشحات والأزجال أندلسية المنشأ وعربية الأصل وهي بذلك تمثل مرحلة من مراحل تطور الشعر العربي