Abstract:
تسعى هذه الأطروحة إلى البحث في مظاهر النظرية الحجاجية وأبعادها لدى المفسرين المعاصرين, إذْ وجدنا لهم جهودًا لا يستهان بها في إرساء آليات حجاجية ووسائل إقناعية لا تختلف عمّا نجده في الدرس الحجاجي البلاغي التداولي المعاصر، وقد أبانت النظرية الحجاجية عن نجاعة كبيرة في مقاربة مختلف الخطابات الطبيعية، والخطاب التفسيري بصفة أخص نظراً للثراء الحجاجي الذي يمتاز به، وأبعاده التداولية التي تسعى إلى إقناع الآخر ودفعه نحو الإيمان والتصديق بما يُعرض عليه من حقائق دينية وعقدية مدعومة بمختلف الحجج النقلية والعقلية، ولمَّا كانت غايتنا البعيدة وأهدافنا المأمولة في هذا البحث دراسة الحجاج في مدارس تفسيرية مختلفة بغية الوقوف على التّحولات الحاصلة والاختلافات الواقعة في الفكر التفسيري المعاصر، سنحاول في هذه الأطروحة قراءة مدرستين تفسيريتين مختلفتين، تتمثل الأولى في المدرسة السنية ممثلة في الشيخ محمد متولي الشعراوي (1998) والثانية في المدرسة الإمامية ممثلة في محمد حسين الطباطبائي (1981م)، وسيمكننا هذا الاختيار من الكشف عن التقنيات الحجاجية، والسياسات الخطابية التي يقوم عليها الخطاب التفسيري المعاصر في شقه العقدي، كما سيتيح لنا هذا الاختيار عقد المقارنات، ورصد الاختلافات الموجودة بين المدرستين في طرق التدليل على العقيدة الإسلامية.
وتتنزل هذه الأطروحة ضمن مشروع بحثي متكامل بشقيه النظري والتطبيقي، نواته الأولى المداولات العلمية المعمقة مع المشرف ولجنة التكوين، والتي أصرت على تعقب البعد الحجاجي للخطاب التفسيري العاصر، واستجلاء الخواص النظرية الواسمة في شقه الحجاجي.