آليات الحجاج في الخطاب السياسي المعاصر

Abstract

استهللت هذه الدراسة بمدخل حدّد أهم المفاهيم للمصطلحات الّتي تناولتها في بحثي وكان أهمها الحجاج والخطاب السّياسي ثمّ تلا ذلك فصلين أوّلهما كان بعنوان الآليات والبنى الحجاجية في الخطاب السّياسي واستراتيجياته وقد اشتمل على أربعة مباحث، أوّلها خصائص الخطاب السّياسي وسماته، أمّا خصائصه فتلخّصت في المبادئ و البنيات الّتي تحكمه وحمله لرسالة وفكر معيّن وأهم خاصيّة كانت الحجاج أمّا سماته فقد اتفق عليها جلّ الدّارسون وتمثّلت في القصد المعلن، وهي تلك السّبل الاستدلالية والّتي تعتبر بدورها سياق الخطاب الحجاجي . أمّا المبحث الثاني فتناولت فيه آليات الحجاج في الخطاب ومراتبه، أمّا آلياته فتمثّلت في الأدوات اللّغوية أي تلك العوامل والرّوابط الحجاجية التي تحقق بناء وترابط النص الحجاجي والآليات البلاغية وهي تلك الصور البلاغية التي يتضمنها الحجاج لتحقيق الغايات التواصلية وكذا الحجاجية والسلالم الحجاجية وهي تلك النظام الترتيبي لمجموعة من الحجج في الخطاب الواحد وتبدأ هذه الحجج صعودا من أضعف حجة إلى أقواها إقناعا. أما المبحث الثالث فتناولت فيه البنى الحجاجية في الخطاب السّياسي، فهي ثلاثة أقسام حجج شبه منطقية وهي حجج استمدت قوتها الإقناعية من مشابهتها للطرائق الشكلية والمنطقية في الاستدلال ثم ذكرنا الحجج المؤسسة على بنية الواقع حيث يكون الربط فيها بين الأحكام المسلم بها والأحكام التي يسعى المخاطب إلى إنشائها فالتصديق بالأولى يدعو إلى التصديق بالثانية وحجج مؤسسة لبنية الواقع ثم نصل إلى المبحث الرابع الذي تناول استراتيجيات الإقناع والتأثير في الخطاب السياسي، أما الإقناع فيكون بشكل سطره المخاطب حسب ظروف الإرسال كنية الإقناع ونية التلقي وفعل الإقناع وفعل التلقي أما التأثير فيكون بواسطة جملة من الأساليب التي يتخذها المخاطب كالأفعال الكلامية وهي مدلولات كلامية ذات تأثير. أما الفصل الثاني فكان تطبيقيا قسمته إلى ثلاث مباحث، أما المبحث الأول فيدرس آليات الحجاج في خطاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة فقد اشتمل على كل من الأدوات اللغوية والروابط والعوامل والسلالم الحجاجية لإقناع جمهوره بالمشاركة في الانتخاب أما المبحث الثاني فتناول الحجج شبه المنطقية في خطاب رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري واشتمل خطابه على حجج شبه منطقية كانت نتائجها نسبية غير أنها لم تفقد قدرتها على الإقناع وحججا مؤسسة على بنية الواقع وقد ارتكز فيها على وقائع حقيقية، وحججا مؤسسة لبنية الواقع والتي اتخذها لتأكيد أفكاره وتدعيم غايته المتمثلة في اختياره رئيسا للبلاد، أما المبحث الثالث فقد درس استراتيجيات الإقناع والتأثير في خطاب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وقد استعمل هذا الأخير كلا الاستراتيجيتين، أما الإقناع كان بغية إقناع شعبه بالدفاع عن الوطن وأما التأثير فقد أخذ الرئيس بأساليبه لاكتساب عاطفة الشعب وإثارة عزائمه كاستعمال الشعر.