إقتراح اختبار تقييمي للجانب اللساني والجانب المعرفي لدى الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد ذات الدرجة المتوسطة-مصمم لفئة العمرية من سن 6 سنوات إلى 11سنة-دراسة ميدانية 25 حالة

Abstract

هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن مستوى الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد ذات الدرجة المتوسطة من ناحية اللغة التعبيرية الشفهية ومن ناحية الإشتغال المعرفي وذلك من خلال بناء إختبار تقييمي يدرس الجانب اللساني والجانب المعرفي الخاص بالفئة العمرية المندرجة ضمن سن 6 سنوات إلى سن 11 سنة , حيث يتكون كل جانب من أبعاد مختلفة والتي بدورها مقسمة إلى بنود حسب الأهمية النسبية والخلفية النظرية لها , ومنه تم الأخذ بعين الإعتبار لجميع شروط الدراسة اللسانية والمعرفية لدى الفئة المدروسة , حيث تمت دراسة مستويات التحليل اللساني المتمثلة في المستوى الصوتي والمستوى الصوتمي والمستوى الصرفي التركيبي وصولاً إلى آخر مستوى تقييمي وهو المستوى الدلالي , كما تمت دراسة الناحية المعرفية من خلال جزئين , تكون الجزء الأول من 3 عمليات معرفية عليا والمتمثلة في الإنتباه بجانبيه السمعي والبصري , والإدراك بجانبيه السمعي والبصري , كما تمت دراسة الذاكرة العاملة من خلال جانبها الخاص بالحلقة الفونولوجية والمفكرة الفضائية البصرية ,وفيما يخص الجزء الثاني من التقييم المعرفي فقد تمت دراسة 3 وظائف تنفيذية والتي تشمل حل المشكلات والمرونة الذهنية والكف , حيث طبق هذا الأخير على عينة مرضية مكونة من 25 حالة مصابين بإضطراب طيف التوحد المتوسط بالإعتماد على تطبيق إختبار CARS.2 وإختبار النضج العقلي كلومبيا للتأكد من شدة الإصابة لدي العينة المدروسة , وقد تمت هذه الدراسة بإستعمال المنهج الوصفي وبالتحديد أسلوب دراسة حالة ,كما تجدر الإشارة إلى أن هذا الإختبار قد طبق أولاً على عينة إستطلاعية من الأطفال العاديين والتي بدورها تكونت من 80 حالة ,وذلك لتأكد من صدق وثبات المقياس المقترح بإستخدام جملة من الأساليب الإحصائية والتي من أبرزها برنامج (SPSS), والذي من خلاله تم إستخراج ثبات ألفا كرونباخ لتقييم المستويات اللسانية والعمليات المعرفية والوظائف التنفيذية ,وقد تم إستنباط الصدق التمييزي (صدق المقارنة الطرفية) , ومنه فقد تم الحصول على نتائج مقارنة والتي إندرجت ضمن الكشف عن المستوى الأكثر تضرراً والعملية المعرفية الأكثر تضرراً والوظيفة التنفيذية الأكثر تضرراً , فقد توصلنا إلى نتائج هادفة من خلال تطبيق هذا الإختبار حيث وجدنا أن المستوى الصرفي التركيبي هو المستوى الأكثر تضرراً , كما يتبين من خلال نتائج الدراسة وذلك بالحصول على نسبة 53٪, وما يثبت أنها أدنى نسبة من نسب التقييم اللساني هو الحصول على نسب مقارنة في المستويات الثلاث الأخرى المقدرة بنسب أعلى من ذلك , وقد تتيح الدرجة المحصل عليها من خلال تقييم العمليات المعرفية أن الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد المتوسط لديه ضعف كبير في عملية الذاكرة العاملة بالمقارنة مع العمليات الأخرى , من خلال الدرجة التصنيفية المحصل عليها والتي قدرت ب 55٪ , وأسفرت نتائج الدراسة إلى وجود نسبة تقييمية فيما يخص الوظائف التنفيذية مفادها أن وظيفة المرونة الذهنية ذات مستوى متدني جداً بالمقارنة مع الوظائف الأخرى لدى أطفال هذه الفئة والتي قدرت ب 50٪, ومنه فقد توصلنا ختاماً من خلال نتائج الدراسة أن للإختبار المقترح صلاحية تمكننا من الإعتماد عليه كآدة إحصائية تتميز بصدق وثبات لتقييم بدقة الجانب اللساني والجانب المعرفي لدى الأطفال المصابين بإضطراب طيف التوحد ذات الدرجة المتوسطة .