السياسات التنموية الجزائرية في ضل تقلب أسعار النفط في الأسواق العالمية

Abstract

من ينظر الى التطور الذي حققته الجزائر منذ بداية القرن الحالي يرى ان التنمية الاقتصادية كانت من الأهداف التي اولتها الجزائر أهمية كبيرة و هذا بالنظر الى المشاريع المسطرة و الميزانيات المخصصة ، لكن مع بداية السداس ي الثاني من سنة 2014 و الانخفاض الذي شهدته أسعار النفط في الأسواق العالمية بدأت بوادر العجز المالي و الركود الاقتصادي تلوح في الأفق خاصة و ان الجزائر من الدول التي تعتمد في اقتصادها على الريع البترولي ، الامر الذي رفع الإشكالية الرئيسية لهذه الدراسة حيث تمت صياغتها على النحو الاتي : ما هي بدائل النفط في الجزائر و ما هي السياسات الاستراتيجية المثلى لتحقيق التنمية الاقتصادية بعيد عن قطاع المحروقات ؟ و للإجابة عن هذه الإشكالية تم تقسيم الدراسة الى ثلاث فصول حيت تمت دراسة أسعار النفط في الأسواق العالمية في الفصل الأول اين تم التوصل الى ان النفط مثل باقي السلع الأخرى العادية يتأثر بعاملي العرض و الطلب رغم تميز هذه الاسواق عن غيرها في بعض المجالات ، لتخلص الدراسة ان مشكل الاقتصاديات الريعية ليس في النفط بل في اعتمادها على النفط كمصدر وحيد لإراداتها . في الفصل الثاني تم التطرق الى دراسة الاقتصاد الجزائ ري و كذا مسار التنمية الاقتصادية في البلاد في الفترة 2001 الى 2016 اين تم التوصل الى ان الجزائر قد سطرت مجموعة من المشاريع التنموية و التي كانت تهدف أساسا الى تحسين الظروف المعيشية معتمدة في ذلك على الريع البترولي الامر أدى الى تأثر مشاريعها بانخفاض أسعار البترول في سنة 2014 ، و بناء على ذلك كانت النتيجة ان تحقيق التنمية الاقتصادية في الجزائر مرهون بإعادة هيكلة اقتصادها و تنويعه . تناول الفصل الثالث دراسة مقومات التنمية في الجزائر خارج قطاع النفط حيث تم اعتماد قطاع الطاقات المتجددة و المؤسسات الصغيرة و المتوسطة إضافة الى قطاعي السياحة و الفلاحة كبدائل استراتيجية حيث SWOT و دراسة واقعها في الجزائر و كذا الإمكانيات المتاحة ، و لتحديد البديل الامثل تم اعتماد مصفوفة كانت النتيجة ان السياسة التنموية الأفضل في الجزائر تتمثل في التركيز على قطاعي الفلاحة و المؤسسات الصغيرة و المتوسطة إضافة الى استغلال الفرص التي يقدمها قطاع السياحة و هذا بعد معالجة نقاط الضعف الموجودة ، اما قطاع الطاقات المتجددة فيعتبر استراتيجية المستقبل و عليه على الدولة الجزائرية الاهتمام بهذا القطاع خاصة من جانب البحث و التطوير. تم استخدام الأسلوب الوصفي في الجوانب النظرية للدراسة فيما تم اعتماد الأسلوب التحليلي لدراسة البيانات و الاحصائيات المستخدمة .