Résumé:
ظهر الأدب الديني عند العرب منذ بداية الرسالة المحمدية، وكان أول من مدح رسول الإسلام والمسلمين، الشعراء الذين انتدبهم محمد (ص) للدفاع عن الدعوة الإسلامية. وإن كان الشعراء قد سبقوا العرب في المدائح الدينية، إلا أنهم لم يبلغوا ما بلغه العرب في عهد الإسلام. وإذا كانت المدائح الدينية والمواعظ والزهديات قد نشأت لدواع محلية، فإن بعد احتكاك العرب والمسلمين بغيرهم من شعوب الأمم المجاورة، تسرب إلى شعرهم الديني بعض المفاهيم والأفكار الأجنبية، وقد يكون ظهور الشعر الصوفي عند العرب في بداياته متأثرا بهذه الثقافات. لكن بعد اتساع رقعة البلاد الإسلامية، وانتقال الشعر إلى خارج الحدود المشرقية، استطاع الشعراء العرب المسلمون، وعلى وجه الخصوص، الأندلسيون، أن يطوروا الشعر الديني ويذهبوا بالصوفية إلى أبعد الحدود، مما أدى بأدباء أوربا إلى التأثر بمضامين وأشكال الشعر الديني من قصائد وموشحات وأزجال