مؤسسة الطفولة المسعفة و دورھا في التربیة و الرعایة الاجتماعیة للأفراد

Abstract

عرفت المجتمعات ظاھرة الطفولة المسعفة في مختلف الأزمنة، وأخذت أشكالا ومظاھر متعددة تماشیا والظروف الحیاتیة، واختلفت التسمیات والصفات التي وصفت بھا كوصفھم بالأطفال في ظروف صعبة، والأطفال المحتاجین للحمایة، أما الألقاب التي ینعتون بھا من قبل أفراد المجتمع الجزائري فنذكر منھا؛ أبناء السبیل، اللقطاء، أبناء الزنا، أبناء الحرام أولاد الشوارع، المھملون، المسعفون، الیتامى، المشردون، المحرومون, أولاد الدولة وتسمیات كثیرة ومتنوعة تلحق بھم، جمیعا یشتركون في صفات واحدة ھي أنھم أطفال دون مأوى، ودون حمایة أسریة لظروف مختلفة. وظاھرة الطفولة المسعفة ظاھرة اجتماعیة نفسیة تستدعي الدراسة بغرض التشخیص وتقدیم الحلول، وكغیرھا من الظواھر الاجتماعیة مرتبطة بالعدید من العوامل الاجتماعیة والتي من الصعب فصل بعضھا عن بعض. وفي ظل عملیة البحث عن الاستقرار والتوازن الاجتماعي، وفي ظل الاھتمام المتزاید ّ بحقوق الطفل الذي یشكل نسبة كبیرة في المجتمع الجزائري, تأتي دراسة ظاھرة الطفولة المسعفة بغرض إعطاء تعریف دقیق لھا، ومعرفة أسالیب الرعایة المستحقة. و الأطفال اللذین یقبلون في مراكز الطفولة المسعفة ھم: - أطفال لھم أباء وأمھات ، لكن أھملوا أبناءھم نتیجة الفقر والحیف، أم المرض، أم المشاكل الزوجیة على رأسھا الطلاق، وقد یكون عوز مؤقت وبالتالي بقاءھم مؤقت في المركز. - من توفى عنھ أحد الوالدین وأھمـل بعد زواج من بقي على قید الحیاة، فھو یتیم، منب مقدمـــــة توفي عنھ الوالدین معا، فھو یتیم. -الضالون عن أھلھم، إلى حین العثور على أولیاء أمورھم، ترسل بھم الشرطة إلى مراكز الطفولة. - الأولاد اللذین ولدوا دون نسب صریح في المستشفیات أم في المنازل و تم إھمالھم في المستشفى أم في المزابل، وعلى أرصفة الشوارع، ترسل بھم وزارة التضامن إلى مراكز الطفولة. - الأطفال اللذین لھم نسب صریح لكن أحد الوالدین أم كلاھما سجین؛ أي مجردین من الحقوق، ترسل بھم المحاكم إلى مراكز الطفولة. جمیع الأشكال السابقة یشكلون الطفولة المسعفة التي تختلف تسمیتھا من بلد لآخر ففي معظم ّ الدول العربیة كدولتي المغرب وتونس یسمونھا بالطفولة المھملة. و جاءت ھذه الدراسة بغیة الكشف عن الدور الذي تقوم بھ مؤسسة الطفولة المسعفة من تربیة و رعایة اجتماعیة للطفل،و احتوى ذلك على خطة دراسیة التي اشتملت على مقدمة و أربعة فصول و خاتمة. الفصل الأول:و الذي كان عبارة عن فصل تمھیدي یتضمن الإشكالیة و الفرضیات و أسباب اختیار الموضع ) الذاتیة و الموضوعیة( و كذلك الأھمیة من الدراسة مع تحدید المفاھیم و المنھج المتبع و الأدوات المستخدمة في البحث، و الدراسة الاستطلاعیة و اللجو ء إلى الدراسات السابقة.