النظريات اللسانية
Loading...
Date
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
كلية الأدب العربي و الفنون
Abstract
اللسانية من المكوّنات الأساسية في التكوين الأكاديمي للباحث المتخصص في علوم اللغة، إذ تمثّل الحقل الذي تتقاطع فيه الفلسفة مع العلم، وتلتقي فيه المقاربات التاريخية مع النماذج اللسانية المعاصرة. ولا تنحصر أهمية هذا المقياس في عرض متتالٍ للنظريات أو المدارس اللسانية، بل تكمن في كونه مدخلًا إبستيمولوجيًا لفهم كيفية تشكّل المعرفة اللسانية وتطوّرها عبر جدلية المفهوم والموضوع والمنهج.
منذ القرن التاسع عشر، عرف التفكير اللساني تحوّلات نوعية أفرزت مدارس واتجاهات كبرى، انطلاقًا من اللسانيات التاريخية المقارنة، مرورًا بالبنيوية والنحو التوليدي التحويلي، وصولًا إلى التداولية، واللسانيات المعرفية، والحاسوبية. وقد ارتبط هذا التطور بتوسّع الحقل اللساني وانفتاحه على مجالات معرفية أخرى كالفلسفة، والمنطق، وعلم النفس، والذكاء الاصطناعي، والعلوم العصبية.
ويهدف تدريس مقياس”النظريات اللسانية”إلى تمكين الطالب–الباحث من أدوات تحليلية ونقدية متقدمة، تقوم على مساءلة المفاهيم، ونقد المناهج، وفهم القطيعات والتحوّلات التي أعادت رسم حدود البحث اللساني. وبذلك، لا يُنظر إلى النظريات اللسانية بوصفها نماذج مكتملة أو نهائية، بل باعتبارها مشاريع تفسيرية متجددة، تُسهم في بناء معرفة علمية قادرة على الاستجابة للتحديات المعاصرة في مجالات تعليم اللغات، والترجمة، وتحليل الخطاب، والذكاء الاصطناعي اللغوي.