الإقتناع الشخصي للقاضي الجزائي

Abstract

الملخص : يُعد موضوع الاقتناع الشخصي للقاضي الجزائي من أهم المواضيع الأساسية في القانون الإجرائي الجزائي، إذ من خلاله يتم الكشف عن الحقيقة الواقعية و المتعلقة بثبوت الجريمة المرتكبة و نسبها إلى المتهم أو عدم ثبوتها و نفيها عنه، وهذا استنادا للدور الايجابي للقاضي الجزائي و الّذي يتجسد و يتضح أكثر في عملية الاقتناع القضائي و الّتي من خلالها يصل القاضي إلى حقيقة محددة يكون مفادها بأنّ الجريمة غير ثابتة أو أنّ المتهم لا علاقة له بالجريمة أصلا و يخلص في اقتناعه بأنّ المتهم برئ، أو أنّ الجريمة ثابتة و تنسب للمتهم و يخلُص في اقتناعه على وجه اليقين بأنّ المتهم هو من ارتكب الجريمة ، ليُجسد في الأخير ما استقر في وجدانه وضميره في الحكم الجزائي الّذي يُصدره، بهذا يكون لاقتناع القاضي الجزائي دور أساسي في بناء الحكم الجزائي حيث يستند نظام الأدلة في القضايا الجنائية أساسا إلى حرية الأدلة وحرية تقديرها من قبل القضاة، وبعبارة أخرى، مبدأ القناعة الشخصية للقضاة، وهذا، خلافا لنظام الأدلة في المدنية. وهذا المبدأ الذي يميل إلى إظهار الحقيقة على أساس حرية الأدلة، له مزايا ومساوئ، ومن ثم فإن الحاجة إلى إخضاعه للحدود والاستثناءات لضمان التوازن الضروري بين حقوق المجتمع وحقوق الأفراد