Résumé:
- تعد الرواية العربية من الأجناس الأدبية الأكثر حداثة في الأدب العربي ، حيث ضمت مجموعة من العناصر قد يستقيها الروائي من واقع المعيش ، كما يمكن أن تكون مستوحاة من الخيال ، إضافة إلى الحبكة التي تعد ثاني عناصر الرواية و هي المشكلة أو العقدة ، و الموضوع و هو الدرس أو العبرة التي يريد الروائي تقديمها و معالجتها من خلال العمل الروائي ، بالإضافة إلى ذلك البنية و يرد فيها الظروف المكانية و الزمانية التي ترافق وقوع الأحداث داخل القصة ، و لا بد أن لكل رواية هدف من ورائها تسعى إلى تحقيقه بأسلوب أشد تأثير لأنه يلعب دورا مهما في جذب انتباه القارىء .
و لعل المطلع على تاريخ الأدب الجزائري يمكنه أن يقف عند واقع لا يختلف كثيرا على ما هو حاصل في الساحة الأدبية العربية ، خاصة بالرواية إذ نجد أن البداية الحقيقية للرواية الجزائرية كانت مع رضا أحمد حوحو 1947 م ، ثم تلتها العديد من الأعمال الروائية ، و يعد عز الدين جلاوجي من أشهر الروائيين المعاصرين الذين تفننوا في كتابة الرواية ، و في دراسة بحثنا هذا انتهينا إلى مجموعة من نتائج و لعل من أهمها :
ـ الرواية جنس أدبي متحول يخضع لمجموعة من الدوافع و العوامل التي تجعل الأدبي ينقل ما يتعرض له في مجتمعه فهي تجسد الواقع المعيش .
ـ مقدرة الرواية الجزائرية على تجسيد واقع المجتمع الجزائري عبر مراحل مختلفة ، فهي تعد بذلك مرآة عاكسة للأوضاع السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية التي عاشها الشعب الجزائري ، مزج فيها الروائيون الجزائريون بين الواقع و الخيال ، في الرواية جسد عز الدين جلاوجي هذه الحياة عبر استعمال طريقة الفن التشكيلي في لوحات فنية ، و غير جزائري أيضا .
ـ كان عامل الزمن مشوش أو مضظرب نوعا ما ، و ذلك بإحداث الاضي و الاستباق الذي جاء سريعا .
ـ يعد التكرار أو التواتر في الرواية شكل من أشكال الإيقاع فيها ، كما ورد من تكرار للجمل و الكلمات و الأحداث .
ـ للشخصيات أبعاد و مقومات هي : البعد الجسمي و النفسي و الاجتماعي ، و قد ركز عز الدين جلاوجي على البعدين الأخيرين ( النفسي و الجسمي ) ، إذ حرص الروائي على تقديم الشخصيات من الداخل و الخارج ، على غرار شخصية الراوي و الفتاة السمراء ، و صفي الدين و السكرتيرة .....إلخ . من الشخصيات الفاعلة للحدث في الرواية الراوي و الفتاة السمراء ، و قد خصصنا في بحثنا دراسة للأبعاد النفسية لشخصية الراوي .
ـ تمكن الروائي من سرد أحداث روايته بعدة طرق و صيغ ، تضمن سير هذه الأحداث و اهتم في كتابته بعدة وظائف منها التواصل و الإبلاغ و السرد بحد ذاته و الوظيفة الافهامية التعبيرية و الانطباعية مساهم في دمج القارىء في عالم الحكاية .
ـ تناول الروائي عز الدين جلاوجي الأحداث في روايته بطريقة تخيلية أضفت على النص الروائي ارتجالية ، و انتقالا سلسا من حدث إلى آخر ، حتى يتخيل القارىء أنه يعيش أحداث الرواية ، كجزء من يومياته التي لا تخلو من المفاجأة التي تتخلل روتين الحياة اليومي .
ـ كل هذه النتائج تبرهن في زاوية ما على أن الرواية الجزائرية شأنها شأن الرواية العربية ، قد تفاعلت مع واقعها و سعت إلى تطويره بدقة قد لا تجدها في أجناس أدبية أخرى ، و هو الأمر الذي يحفز أكثر على دراسة الرواية الجزائرية المكتوبة بأقلام جيلها الجديد أمثال عز الدين جلاوجي من زوايا مختلفة تتجاوز الكشف عن البنية السردية إلى البحث في أبعادها النفسية و حتى قراءتها من زاوية سيميائية .