Résumé:
أبو القاسم سعد الله فارس العلم والقلم و شيخ المؤرخين الجزائريين ، لقد جمع سعد الله في حركته التربوية و الفكرية بين مختلف اهتمامات العصر ، التي تشغل أمته مثل إصلاح الدين ، ونشر و تطوير اللغة العربية ، وبعث التاريخ الصحيح للأمة وأحياء أمجادها في نفوس الناشئة و التعامل مع الحضارة الحديثة و الجمع بين الأصالة و المعاصرة و أعادة الثقة بين الأمة بنفسها ، ونشر العلوم و المعارف و استحداث مناهج تربوية ، تبعث على التغيير المستمر التي كان المجتمع يفتقر إليها خلال عصره.
كانت البيئة التي نشأ فيها سعد الله و الأماكن للتي قصدها من أجل مشواره و مساره العلمي دورا بارزا في رسم ملامح شخصيته فالصحراء كانت أول ما غرست فيه صفاء الذهن و حب العزلة و الصراحة و البساطة و تونس أول عاصمة حل بها أدخلته إلى علم الحواضر بما فيها من تناقضات ، كم تعلم فيها الدين و الأدب و عاصمة الجزائر قضى فيها عاما واحدا (1954ـ 1955) جعلته يكتشف غربته في وطنه الذي اغتصبه الاستعمار ، و القاهرة التي كانت مركز إشعاع فكري و سياسي في وقته ، وجعلته يؤمن بوحدة التاريخ و المصير العربي ،و أمريكا كانت نقطة تحول في توجه سعد الله التعليمي نحو دراسة التاريخ فحمل على عاتقه الدفاع عن راية الوطنية .
قصيدة أبو القاسم متعددة الإشعاعات ، و بناؤها الهيكلي قائم على تعدد التقنيات الفنية ، وذلك أن ثقافة الشاعر و عمق تجربته الشعرية جعلته يوظف جملة من التقنيات الفنية كالأسطورة ،و الرمز،و التناص ، و السرد و صيغ النداء و التعجب إضافة إلى البيان و البديع لتشكيل صورة فنية تشابكيه ذات علائق متعددة و قد كان الحوار جزءا أساسيا من تركيبيها الفنية.
وقصيدة طريقي تعد متميزة على صعيد الديوان الشعري الجزائري الحديث فهي أول مولود شعري في شعر تفعيلة ، أخرج سعد الله الشعر من نمطيته إلى حقل الخلق والابتكار، وعانق رياح الحداثة الشعرية بامتياز لأن لغته كانت تعبيرية في نتائجها وانزياحي. بدأ السرد القصصي القائم على التتابع و التسلسل في عرض أحداث الحوار و كان الحوار وسيلة للتعويض عما يشعره الشاعر من آهات و الوحدة و التهميش و الغربة ة في تركيبها تخيلية في أسلوبها .
تظهر ظاهرة الحوار و السرد واضحا في قصيدة طريقي في المقاطع السبع للقصيدة وأن الشاعر يسلك مبدأ السرد القصصي القائم على التتابع و التسلسل و عرض أحداث الحوار و كان الحوار وسيلة عما يشعره الشاعر من آهات و الوحدة و التهميش و الغربة.