Résumé:
تهدف هذه الدراسة المعنونة ب " الثقافة الافتراضية وفق منظومة التواصل الإلكتروني -دراسة استكشافية تحليلية لتشكل الثقافة الافتراضية عبر موقع "فايسبوك"- إلى الكشف عن أهم السمات المنتشرة في الفضاء الافتراضي "فايسبوك" بالتركيز على فئة عمرية واجتماعية محددة وهم الشباب الطلبة الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة والذين يستخدمون الفايسبوك بصورة مستمرة، للتمكن من استكشاف كيفية تشكل وانتشار نوع من الثقافة "العبر شاشوية"، وتأثير ذلك على الهوية كعنصر أساسي من عناصر الثقافة، انطلاقا من طرح التساؤل الرئيس للدراسة على النحو التالي: ماهي أهم سمات الثقافة الافتراضية التي يتم اكتسابها من خلال استخدام الشباب الجامعي لموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"؟
تم الاعتماد على كل من الملاحظة الإلكترونية والاستمارة الاستبيانية كأدوات للدراسة، كما امتدت فترة الدراسة بداية من شهر فيفري 2015 إلى غاية نهاية شهر فيفري 2019، بالقطب الجامعي أولاد فارس بولاية "الشلف" بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، بعدد 400 مفردة.
وقد تم التوصل في الأخير إلى نتائج تتعلق أساسا بالمفاهيم التي تم التركيز عليها، فعلى الرغم أن الكثير منا اعتاد على تسمية المجتمع وفق المحيط الذي ينشط في إطاره مثلما هو الأمر بين "المجتمع الحقيقي أو الطبيعي" و"المجتمع الافتراضي"، غير أن هاته التسميات ما تزال في حكم العشوائية وغير الدقيقة، ومن المستحسن أن نكتفي حاليا بوصفها بمجتمعات الفضاء الافتراضي، لأنها متعددة وليست واحدة، وقد انعكس هذا التعدد على الطبيعة العامة للمجتمعات الناشطة في الواقع، بالإضافة إلى أن عدم وجود فروقات ذات دلالة إحصائية أثناء محاولة ربط العديد من المتغيرات، يدل على أن الأفراد في الفضاء الافتراضي يميلون إلى التشابه والتقارب الفكري، حيث لا تعتبر عناصر مثل السن وطبيعة الانتماء الأسري أو جنس الأفراد متغيرات ذات تأثير كبير، وإنما تعتبر اهتمامات الأفراد وأفكارهم ورغبتهم في الإفصاح ومدى تفاعلهم أهم المعايير التي يمكنها أن تؤثر في هذا الفضاء، كما أن مفهوم "الهوية" يعتبر من بين أهم القضايا التي يطرحها استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية ذلك أنها في عالم التواصل الافتراضي تعتبر غامضة وجزئية نوعا ما إذا ما عدنا إلى محددات الهوية التي اعتدنا عليها في عالمنا، بل أصبحت الهوية نتاج التركيب بين معطيات يقدمها العالم الواقعي ومعطيات أخرى يقدمها العالم الافتراضي، على أن هذا الأخير لا ينفصل تماما عن العالم الواقعي بل يشكل جزءا كبيرا منه، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى انقسام وتشتت أو تعدد على مستوى الهوية.
وقد مس تأثير استخدام مواقع التواصل الاجتماعي العديد من المفاهيم مثل: الزمان والمكان، معايير القوة والضعف والسلطة والمكانة، وتبين أن التفاعل الحاصل حول المنشورات والأحداث وقراءات الأفراد المتفاعلين هي التي تساهم في بناء المعاني وفق سياقات نشرها وطرق طرحها وتقبلها لدى المستخدمين.