Résumé:
إنَّ اقتصارَ البحثِ في دراسةِ الصُّورةِ الشِّعريَّةِ على معرفةِ العلاقةِ بينَها وبينَ المذاهبِ الأَدبيَّةِ يعني مالهذه الصُّورةِ من قيمةٍ جماليَّةٍ فنِّيَّةٍ التزمَ بها الشُّعراءُ منذُ البداياتِ، لإِضفاءِ صفةِ التَّمثيلِ الفكريِّ للُّغةِ، وإنتاجِ نصٍّ شعريٍّ قابلٍ للتَّحويلِ إِلى فنونٍ أُخرى نسمعُها، ونشاهدُها بدلًا من أَن نقرأَها فقط. وهذا التَّحويلُ ناتجٌ من المرونةِ الموسومةِ بها الصُّورةُ الشِّعريَّةُ الَّتي تحوَّلت إِلى أَداةٍ للتَّعبيرِ في عملٍ شعريٍّ مقروءٍ أَو مسموعٍ أَو مرئيٍّ. أَمَّا دراسةُ الصُّورةِ الشِّعريَّةِ من خلالِ تطوُّرِ المذاهبِ الأَدبيَّةِ، فيعني أَيضًا مدى تطوُّرِ الشِّعرِ وتناغمهِ معَ مقتضياتِ التَّطوُّرِ العامِّ للحياة. فقد ظهرَ كلُّ مذهبٍ َأدبيٍّ على أَنقاضِ المذهبِ الَّذي سبقَه. فتغيَّرت الصُّورةُ الشِّعريَّةُ في المرحلةِ الموضوعيَّةِ إِلى المرحلةِ الذَّاتيَّةِ عندما أَصبحَ المجتمعُ الإنسانيُّ بحاجةٍ إِلى دراسةِ الذَّاتِ، والتَّعمُّقِ بها أَو دراسةِ الميلِ إِلى الطَّبيعةِ والابتعادِ من همومِ الواقع ومشاكلِه.