Résumé:
التّخطيط اللغوي علم حديث، حيث يعتبر حقلا من حقول اللّسانيات الاجتماعية، التي تعنى بدراسة علاقة اللّغة بالمجتمع، ومدى تأثر كلّ منهما بالآخر، ويتهتم بدراسة المشكلات التي تواجه اللّغة، يرتبط التّخطيط اللغوي بالسياسة اللغوية ارتباطا وثيقاً، إذ ينتميان إلى مجالين لسانيين هما: علم النفس اللغوي وعلم الاجتماع اللغوي، وتبدو علاقة التخطيط اللغوي بالسياسة اللغوية علاقة تبعية، فالتخطيط تطبيق للقرار السياسي، أي السياسة قرار والتخطيط ممارسة وتنفيذ لهذا القرار.
إنّ الواقع اللغوي في الجزائر يواجه تحديًّات كبيرة وفي سلم هذه التحدّيات التعدّد اللغوي: اللغة العربية واللهجات العامية، الأمازيغية، واللغات الأجنبية. ولحلّ هذه المشكلات اللغوية بذلت الجزائر جهودًا جبارة وانتهجت ما يعرف بسياسة التعريب والتخطيط اللغوي وقامت بإنشاء مجامع لغوية ومجلس أعلى للغة العربية، ولكنّ كلّ هذا لم يكن كافيًا لتعميم اللغة العربية والنهوض بها ولذا وجب على الدولة تكثيف الجهود وتبني سياسة لغوية محكمة وقابلة للتنفيذ للمحافظة على اللسان العربي.