Résumé:
تضمن هذا البح دراسة لقضية نقدية هي، "التناص" ،ومد حضوره في
الشعر العربي ،اعتمّدت فيه على الوصف والتّحليل والقراءة ،واتخذّت مّما
توفر لدي من مراجع ودراسات سابقة حول هذا الموضوع ، منهجا لرصد
الجمالي الذي أضافه في النصوص الشعرية ،وقد وقع اختياري على
لشاعر أبي ال –في اعتقادي اعتقادا جازما –بإمكاناته العظيمة ّالطيب المتنبي
،كونه من أكبر شعراء العرب ،كان ديوانه مأدبة تناصية من خالل تفاعل
نصه ال ّشعري وتداخله مع مختلف النصوص الشعرية ال ّسابقة ،بدءا بعصر
ما قبل اإلسالم إلى عصره المزدهر بأدبه –العصر العباسي-حي أظهر
عالقة وطيدة بالتّرا سواء األدبي أو ال ّديني، مّما يد ّل على تشبعه بالثقافة
األدبيّة الفكريّة وحتّى الثقافة الدينيّة اإلسالميّة ، وحقق بذلك همزة وصل
بين الماضي والحاضر ،مستدعيا إيّاه في شكل وظيفي .
جاءت تناصاته مباشرة وأحيانا أخر غير مباشرة، طغى النوع األخير
على معظم أشعاره، ويرجع ذلك إلى إ ّن المتنبي كان يفضل اللجوء إلى
الرمز والتلميح دون القصد واإلفصا ، ليحفز القارئ على إعمال ذهنه
وصبر أغوار النص والتغلغل في مساربه بكفاءة عالية، للكشف عن مد
التّعالق بين محتو النص وما يوازيه من نصوص أخر .
أو ّد القول في األخير أ ّن تناصات المتنبي لم تكن تقليدا أو مجرد نسخ
واجترار، إنّما حّورها وطبعها بطابعه الخاص، فأوردها وفق ما يالئم
تجربته ال ّشعرية والشعورية. كما أنني توصلت من خالل ما سبق إلى حتمية
التناص باعتبار قدرا لكل نص، ذلك أ ّن كل نص هو امتصاص وتحويل
لنص آخر.