Dépôt DSpace/Manakin

الكتابة الإعترافية في الأدب العربي الحديث

Afficher la notice abrégée

dc.contributor.author بن دادة, عبد الحكيم
dc.date.accessioned 2019-11-07T10:30:55Z
dc.date.available 2019-11-07T10:30:55Z
dc.date.issued 2019
dc.identifier.uri http://e-biblio.univ-mosta.dz/handle/123456789/13581
dc.description.abstract الكتابة الاعترافية مشروع مصطلح أدبي يشقّ طريقه وسط عالم من مظاهر التّلوينات الأجناسية المتعدّدة ،ولا يزال يبحث عن آليات تمكنه من صياغة أطر فنية تهيكل معماره الفنّي الموزع بين عالم السّيرة الذاتية و اليوميات و المذكرات والرّواية، و تتيـح له التموضع ضمن شبكة من المفاهيم التي تملك حقلا تنظيريا خاصا لا يستعار من فنون أخرى،بيد أنّ هذا الأمر يحتاج إلى جهد إبداعي و سند نقدي وبحثي يمنحه أسباب الوجود و يهيئ له دواعي التأسيس كما حدث للرّواية والمسرح و غيرهما من الأجناس الأدبية الأخرى التي هيأت لها الأقدار التربع على عروش التلقي و اكتساح مساحات واسعة من اهتمامات القرّاء و الكتّاب على حد سواء. تمثل هذه الدراسة إشارة إلى ضرورة الإلتفاتة النّقدية للكتابات الاعترافية التي تمظهرت عبر اليوميات و المذكرا ت و السير الذاتيةو غيرها لأنّها تتوفر على معاني ومضامين إنسانية عالية و خصبة إضافة إلى ما تتمتع به من أداء فنيّ راق و فرجة أسلوبية لا تقل جاذبية و متعة عن أجناس أدبية أخرى. فهي تستعرض عوالم الذات في زحمة الأحداث والتيارات الاجتماعية و السياسية و الدينية وما شابهها، و فيها يحدّد الكاتب موقفه ورأيه ومكانه في زحمة هذه الأحداث، وتلك التيارات، ومدى تفاعله معها إقبالا واستجابة وانسجاما، أو معارضة وتمردا،بحيث تكون شخصيته هي نقطة الارتكاز. إنّ الكثير من العناوين لا يستجيب في الدلالة على جنسه ولا يجمع عناصر محددة تحيل إلى جنس النّص بل نرى الكثير من العناوين و بعض العتبات النّصية لا توجه المتلقي نحو فهم النص بقدر ما تلقي به في متاهات أجناسية متداخلة لا يكاد يخرج منها برأي أو تصور دقيق، فالعنوان و العتبات النّصية مؤشر أولي للتلقي على نحو أو اتجاه ما، بيد أن القراءة المتأنية للمتون قد تحيل على أجناس أخرى تختلف اختلافا كبيرا عن هذه المؤشرات . في هذه الدراسة وقفة مع الذات العربية و هي تكتب كتابة يتطابق فيها الكاتب مع السّارد مع الشخصية المحورية في جوّ نفسي مفعم بالصدق و البوح و الجرأة بعيدا عن أشكال التدسية السّياسية و النّفاق الاجتماعي . لقد قدمت عبر هذا البحث جملة من المتون الاعترافية التي تصدر في معظمها عن الألم و المكابدة سواء كانت نفسية أو روحية أو سياسية و قدّمتها في أغرب صورها و أصدقها أيضا و لعلّ هذا ما يكسبها طابع الحميمة الذي يمد جسور القرابة و الصداقة مع المتلقي بيد أنها في نفس الوقت في تنافر وقطيعة مستديمة مع أطراف سلطوية ، والسرّ في ذلك أن الكتاب والمبدعون على اختلاف مشاربهم و توجهاتهم هم مصمّموا قيّم و منتجو أفكار وإيديولوجيات وصانعو سلطة معنوية من طراز خاص لها دلالتها و وزنها و هي لا تقل أهمية عن سلطة صناّع القرار ، و لعلّ هذا التنافر بين السلطتين هو الذي أفرز فضاءات تمردية جسدت الصراع الحقيقي و المرير بين السلطة الإبداعية أي سلطة النص و بين سلطة الحاكم الذي على الرغم من امتلاكه لأدوات القمع و وسائل الاضطهاد والتصفية المادية و المعنوية إلاّ أنّه انكسر أمام سطوة القلم وتدنّست صورته بفعل مداد الإبداع و التجربة الإنسانية الصادقة، هذه الصورة التي حاول عبر كل الوسائل أن يجعل منها صورة برّاقة خالدة عبر التاريخ غير أنّ أنامل الإبداع الصادق عرّت حقيقتها وكشفت سوأتها ولم تترك لها مكانا لتستقر فيه غير سلة الإهمال و الإدانة التاريخية. يتقاطع النصّ الاعترافي مع النّص الرّحلي و السّير ذاتي و الرّوائي،لكن في سياق التجربة الاعترافية النمط الرحلي نمط رديف غير مقصود لذاته و إنّما هو وسيلة للتعبير عن التجربة الروحية الخصبة، فالرحلة عبر القارات لدى الكتّاب لم تكن بقصد السياحة والمتعة التي يطلبها الناس عادة من السّفر حيث يصفون التضاريس و البلدان و مشاهد المدن و لكنّه تعبير عن رحلة الروح و سفرها المضني بحثا عن الحقيقة المطلقة التي منها ينبثق اتخاذ موقف من الكون و الحياة و كذلك الذين صوّروا تجربة الهجرة السرّية والإقامة في أوروبا بطريقة غير شرعية، حيث رسموا مشاهد و لوحات فنية رائعة عن المدن و الأنهار و محطات المطرو لكنّها ممزوجة بمشاعر الخوف والإحباط، فالمكان معطى أساسي في تصوير حجم المعاناة بحثا عن لقمة العيش وفرارا من الفقر و الجوع وكذلك النّص السير ذاتي، غير أن النّص الاعترافي يجنح أكثر نحو استبطان الذات وكشف مكنونها بواسطة البوح و الجرأة و الصدق،و قد تصطدم هذه العناصر في كثير من الأحيان مع الآخر سواء بوصفه فردا معينا أو منظومة دينية و اجتماعية . يمكن القول أيضا أن الإنسان بإمكانه إنتاج نصوص إبداعية خلاّقة تحت ظروف قاسية جدا و تحت سقف الحرية المنخفض ففي أشدّ الظروف قساوة و استبدادا تأكدت الإرادة في الحياة و انتصر العقل على الجهل و حرية الرأي على الاستبداد و المعتقل على الجلاد و الإيمان على الإلحاد، فالنّصوص الاعترافية صرخة إنسانية مدوية من مهامها اختراق أجواء التابوهات المحرّمة التي يشكل البعد في الخوض فيها بالحوار العقلي العلمي الجاد هيمنة لطقوس الوهم و ممارسة شائنة لإضلال البشر. إنّ القول بعدم وجود كتابة اعترافية في الأدب العربي كما يرى بعض الدارسين هو قول مجانبُ للحقيقة الموضوعية و التاريخية التي تفنّدها النّصوص و التي تمّ الاستناد إليها في هذه الدراسة فقد كتب الكثير من المبدعين عن ذواتهم بشكل جوّاني استبطاني قديما وحديثا لكنّهم جميعا لم يكونوا على علم مسبق أنّ ما دونوه يندرج ضمن الكتابة الاعترافية أو السيرة الذاتية فهذا المنجز من مهام الدراسات النقدية .فالكتابة الاعترافية في الأدب العربي الحديث ليست كتابة منبتة، مبتـورة الأصول،بل هي ممدودة الصّلة برافدين اثنين ، الرّافد التراثي العريق ممثلا في تجارب كثيرة نذكر منها التّجارب الروحية و النّفسية لأبي حامد الغزالي في كتابه " المنقذ من الضلال " و التجارب لعاطفية لابن حزم الأندلسي في كتابه " طوق الحمامة" و " صيد الخاطر" لابن الجوزي و"رسالة الصداقة و الصديق " لأبي حيان التوحيدي و " كتاب الاعتبار " لأسامة ابن منقذ وغيرهم كثير ثمّ الرافد الغربي حيث استلهم الكتّاب الكثير من طرائق التعبير وكيفية عرض المضامين من المناخ الثقافي و من المنجز الاعترافي الغربي،كما يظهر ذلك في كتابات لويس عوض ، و أحمد فارس الشدياق و مصطفى شعبان و غيرهم لكن مع وجود فوارق متعددة إذ تختلف في بواعثها و مقصدياتها عن الكتابة الغربية اختلافا جوهريا ،هو في عمقه اختلاف بين الثقافتين، الثقافة المسيحية و الثقافة العربية الإسلامية بمرجعياتها وسلمها القيمي.و أمّا القول بأن الكتابة عن الذات تتمركز في الثقافة الأوروبية دون سواها فوهم يرتكز على مقوّمات عرقية و نظرة استشراقية كولونيالية متعالية، فالنّواة الأولى للكتابة الاعترافية التي يؤسس لها أغلبية الدارسين والنّقاد الغربيين و يتبعهم في ذلك الكثير من الدارسين العرب هي "اعترافات " القديس أوغسطين و معروف أنّ القديس لا يمت بصلة إلى أوربا فهو أمازيغي الأصل جزائري المولد و الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أنّه وُلِد في تغاست Thgast (سوق أهراس حالياً) في 13 نوفمبر 354 ومات في هيبون Hippone(عنَّابة حالياً) و قد كان للمسيحية تأثيرٌ كبيرٌ جدَّاً في حياته كما أنّه هو الآخر كان مِن أكثر الفلاسفة و المفكرين أَثَّرا في تطور المسيحية الغربية . إنّ هذه الدراسة تندرج ضمن مشروع يهدف إلى إضفاء طابع الشرعية على هوية الكتابة عن الذات و إدماج الكتابة الاعترافية ضمن النّصوص الإبداعيــة الخلاّقة التي حريّ بأن تحظى بالأهمية و الدراسة وأن تتبوأ المنزلة الفنيّة، ضمن سلم الهرم الإبداعي، كما هو الشأن في ثقافات أخرى. فالمعيار الذي يتحاكم إليه عالم التلقي هو حجم المادة الاعترافية وصدقها و مدى جرأتها و قدرتها على تعرية الذات غير أن هذا المستوى قد يصطدم بمعطيات الواقع السياسي و الدينـي و الأخلاقي، ولكن بصرف النّظر عن هذا المعيار، ثمة مستوى فني و إنساني يجعل الكتابة الاعترافية مرشحة أن تكون في مصاف الأعمال الفنية الراقية التي تتصدر طليعة الكتابة في مسقبل الثقافة العربية،محليا و عالميا وهذا ضمن وسطية تنبع من شروطنا الحضارية و مرجعياتنا الثقافية إذ تلتزم خطّ الأدب و الإبداع بعيدا عن منطق الجمود و رفض الجديد و أيضا بعيدا عن حقل الفضيحة الذي لا يضيف للحياة و لا للإبداع شيئا و بعيدا كذلك عن الاستدراجات والممارسات التي تستند إلى مرجعيات مستعارة فتقتفي أثر الغير شبرا بشبر، و ذراع بذراع، قلبا وقالبـا فتفضي إلى استلاب فكري و ذوقي جمالي رهيب ،من شانه أن يهدد بقطيعة معرفية ووجدانية مع الذات ومحيطها و لا يتم الشعور بهذا المأزق الفنيّ والأخلاقي و المرجعي تحت سطوة التّقليد و سكرة الانبهار بالآخر . en_US
dc.language.iso other en_US
dc.publisher الدكتور محمد قادة en_US
dc.subject ماهية الكتابة الاعترافية ؛ فضاءات الكتابة الاعترافية ؛ فضاءات الكتابة الاعترافية بواعث الكتابة الاعترافية ؛ تمظهرات الكتابة الاعترافية ؛ موقف الآخر من الكتابة الاعترافية en_US
dc.title الكتابة الإعترافية في الأدب العربي الحديث en_US
dc.title.alternative دراسة لبعض النماذج en_US
dc.type Thesis en_US


Fichier(s) constituant ce document

Ce document figure dans la(les) collection(s) suivante(s)

Afficher la notice abrégée

Chercher dans le dépôt


Parcourir

Mon compte